لأن السمكة ذاكرتها قصيرة المدى، تنسى سريعا، فلا تتذكر الحابل من النابل، تنسى من فوق الجمل ومن تحته ومن هو صاحب الجمل نفسه.. هي سمكة وهكذا خلقها الله وأنعم عليها بنعمة النسيان، ولكن هناك أسماك في صورة بني إنس، أسماك في ذاكرتهم، يتذكرون واقعهم وينسون ماضيهم، ويستغل هذه الذاكرة السمكية بائعوا كلام ومتلونين وراقصين على كل الأحبال وآكلين على كل الموائد فيقنعون الناس بما يريدون وقتما يريدون وينسونهم ما لا يريدون وقتما يريدون لهم أن ينسو..
في السطور التالية رموز رياضية ثورية مناضلة.. تاريخها في ذاكرة كل الأسماك كأول من رفع راية مصر وأعلوا مصلحة البلد عن مصلحتهم، هؤلاء يواجهون "فل" وحيد لم يكن أبدا ثوريا كما يتذكر السمك..
1- مرتضى منصور
ثوري مناضل طالما نادى بالحق إن سمي الباطل بلقب "الحق"، كان المعارض والمؤيد الرافض والمحب، ارحل يا مبارك وآسفين يا ريس في الوقت نفسه، هو الجمل بما حمل، مرتضى منصور سيبقى محفورا في ذاكرة السمك كمناضل ثوري لو كانت ذاكرة السمك تحتفظ بأي شيء أساسا.
2- أحمد شوبير
أي سمكة تستطيع أن تنكر نضالك في ميدان التحرير، ورفعك لاسم بلدك وشعبها قبل رئيسها وابنه، سيظل أحمد شوبير واحد من أبرز وأكبر وأعرق المناضلين في تاريخ النضال السمكي، نعم السمكي لأن السمك وحده هو من يمكن إقناعه بذلك، السمك مقتنع بذاكرته الضعيفة واللحظية أن شوبير ملك ملوك النضال والثوري الأول في مصر.. طبعا بعد مرتضى منصور.
3- مصطفى يونس
منذ اليوم الأول لـ25 يناير كان رافعا لعلم مصر في الميدان طالب برحيل مبارك وابنه، ووحارب مع من حاربوا.. كل السمك يشهد على ذلك ويتذكره.. أليس كذلك يا سمك؟ مناضل مجاهد وقلبه حجر ولا يوجد مثله بين البشر.. نعم هكذا غنت لطيفة.. تقريبا كاتب السطور يتذكر.. لكن السمك للأسف ذاكرته لا تتسع.. وعلينا ملأها بنضال مصطفى يونس.
4- مدحت شلبي
مناضل ولا مش مناضل.. مناضل ولا مش مناضل، وجدنا صعوبة في إقناع السمك بذاكرته بنضال مدحت شلبي ولكن بعد تجويع وتعذيب وتسليط القطط على حوض السمك تذكر السمك نضال مدحت شلبي وثوريته ودعمه لميدان التحرير ومطالبته للثوار ألا يرحلوا.. هكذا اعترف السمك وتذكر بعد أن شربت القطة أغلب مياه حوض السمك!
5- خالد الغندور
حاولنا مرارا أن نقنع السمك بتذكر التاريخ النضالي لخالد الغندور ودعمه للثورة والثوار ولكن بكل أسف السمك لم يستطع تذكر من هو خالد الغندور!
فل وحيد
د. علاء صادق
لم يكن ثوريا قبل الثورة وبعد الثورة، وخلال الثورة، لم يدعم الشهداء، لم يترك برامجه ولم يستقل مرارا من أجل دعم وثبات موقفه، هكذا يراه السمك في رصد ذكرياته، لم يكن أبدا مناضلا ولم يخالف الدولة في جبروتها ولم يكن أول من دعم ثورة 25 يناير.. هكذا قال لنا السمك بعد ثانيتين من وضع سلك الكهرباء في الحوض.. هكذا تذكر السمك.. ماذا عن البني آدم؟
