بمجرد تردد أنباء على بعض المواقع الإلكترونية عن نزول محمد أبو تريكة نجم الأهلي إلى ميدان رابعة العدوية لمناصرة الرئيس الحالي محمد مرسي، حتى تباينت ردود الأفعال بين الجماهير التي تُحب اللاعب كثيراً وتحترمه.
ومع خدمة التعليقات على الأخبار يمكن للقارئ الإلكتروني أن يُبدى رأيه بحرية تامة حتى ولو تناول الرأى ألفاظ خارجة وما أكثرها في وطننا العربي، ومع هذا الخبر الهام انهالت التعليقات التي حرصت على متابعتها ومعرفة رد فعل الناس، فجاءت غالبيتها غاضبة وناقمة ضد اللاعب، فهذا اتهمه بالعمالة وذاك اتهمه بالخيانة وغيرها من التهم والمصطلحات التي يخجل الكيبورد عن كتابتها والإفصاح عنها، فاللاعب كان جزءاً ولاعباً أساسياً في مشروع النهضة الذي لم يُقدم نفسه كحل مُقنع لشعب عاني سنوات طويلة من الفقر والجوع والظلم وقلة الخدمات رغم وجود الموارد.
ولكن من معرفتي الشخصية بالمحيطين باللاعب علمت أن أبو تريكة حرص على جس نبض الرأي العام قبل النزول، فقد فعلها من قبل أثناء ثورة يناير وبالتحديد يوم التنحي، ولكن جاءت صدمته بأن شعبيته مهددة بالخطر، فالشعب ثائر بقوة ضد النظام الحالي ومن الأفضل السكوت والإبتعاد ونسيان الأمر.
وقبل أن يٌفكر اللاعب فيما جائه، صدمه الأهلي ببيانه الحاسم الذي رفض مشاركة أي عضو في المنظومة الحمراء في الأحداث السياسية ليقطع الطريق بذلك عليه وعلى هادي خشبة ومجدي طلبه ومحمد عامر المعروف عنهم إنتمائهم للإخوان المسلمين بالمشاركة والزج باسم الأهلي في معركة قد تبدو خسرانة.
الأهلي كان ذكياً في التعامل مع الموقف وأبو تريكة أيضاً كان ذكياً في التعامل مع الموقف، فهو يرمي من بعيد ويراقب وفي النهاية ينتظر المركب الرابح حتى يتواجد فيه.
