"زلزال مدمر فى الكرة المصرية .. اتحاد الكرة المصرى يدرس إقالة المدير الفنى و تعين اخر جديد .. اتحاد الكرة يدرس اباب الهزيمة و المدرب الجديد يعد بالعمل من اجل كأس العالم القادمة .. المنشطات تقرب المنتخب من المونديال".
كلها مانشيتات و تصريحات ليست وليدة اليوم او امس بل هى وليدة 40 عامًا تحديداً منذ اول مشاركة لنا فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 74 حيث كنا قد قطعنا التصفيات قبلها لاسباب مختلفة و لكن ادعو الجميع ممن يمتلك الصحف القديمة منذ تصفيات 74 و حتى الان ليرى ان تصريحات و مانشيتات اليوم هى نفسها نفس تصريحات الاربعون عاماً فرغم رحيل الاشخاص و تغير المسميات و الاسماء إلا أن الفكر واحد الجميع قد أتفق على فساد المنظومة التى لن تنصل إلا بالإصلاح الحقيقى إصلاح المنظومة الرياضية بالكامل من الناشئين و الاندية و المنتخبات و الاجهزة الفنية و اتحاد الكرة و الاعلام الرياضى ووزارة الرياضة و الجماهير.
والبدء برأس المنظومة و هى الوزارة فلابد من وضع قوانين قوية تسير على الجميع الصغير و الكبير لائحة تجرم اى شغب جماهيرى و قوانين تضمن لنا اتحاد قوى ليست يده مرتعشة اتحاد يضمن لنا مسابقة و تكون كلمته هى السائدة على جميع الاندية، فلا نجد مثلاً نادياً يرفض الهبوط و لا نادياً يرفض التفريط فى لاعبيه للمنتخبات اتحاد يكون دوره منظم و مراقب على ان يتم إحضار مدير فنى متخصص لاتحاد الكرة يرسم اسس و سياسات الكرة المصرية و تكون له الصلاحيات الكاملة فى وضع لوائح المسابقات و أختيار مدربى منتخبات الناشئين و رؤوساء اللجان بعيداً عن المعارف و الاحباب و المصالح و دور على الاندية فى وضع اسس لاحتراف اللاعبيين و تأهيلهم على ذلك و معاونة الإتحاد نحو ذلك، جماهير لديها من الوعى ما يكفى و ان اى خروج عن النص تيكون له عقوبات مغلظة على الاندية و على من قام بالشغب أعلم ان كل هذا من الصعب تحقيقه على المدى القريب و لكن يجب البدء فيه حتى نلحق بركب الكبار فى القارة بعد أن اصبحنا للاسف من الصغر فبدلاً ما كانت امانينا هى الوصول لكأس العالم و مواكبة الفرق العربية فى قارتنا أصبح هناك قوى اخرى تصعد مع الكبار و نحن نكتفى بتذيل القائمة.
هل تعلم عزيزى القارىء أن الخروج المستمر من التصفيات خلال القرن الماضى و على مدار 7 مرات مشاركة امام فرق القارة لان تصفيات قبل مونديال 1970 يتم بين قارة افريقيا مع اسيا او اوروبا و منذ 74 و حتى الان و خلال السبعة مرات خرجنا مرة واحدة فقط امام فريق افريقى هو زيمبابوى فى تصفيات مونديال 94 وخمسة مرات أمام المغرب و تونس و بدلاً من الحث عن سبب التفوق الشمال افريقى الدائم خلال تلك التصفيات و العمل على علاج المنظومة و البحث عن أخطاء الماضى وضعنا رؤوسنا فى الرمل و بحثنا عن حجة نبرر بها فشلنا أطلاقنا نحن عليها لقب عقدة شمال افريقيا , و فى القرن الحديث و مع بحث كل دول أفريقيا عن التقدم لحقت منتخبات أخرى بركب الفرق العربية بل و تفوقت عليها بعض الشىء و خلال 4 تصفيات للمونديال فى القرن الجديد خرجنا ثلاثة مرات أمام المنتخبات الألإريقية التى كنا دائماً ما نتفوق عليها فخرجنا امام السنغال 2002 و امام كوت ديفوار 2006 و غانا 2014 و مرة واحدة امام الجزائر و لعل التعادل مع زامبيا التى لم تكن على الخريطة فى الجولة الاولى هو السبب الرئيسى فى الخروج و هو ما يؤكد أننا نسيربسرعة للخلف فى الوقت الذى يسير فيه غيرنا بنفس السرعة للأمام.
الفارق بيننا و بين غانا ليست النتيجة الفارق بيننا و بين غانا يرجع الى عام 2001 عندما فزنا نحن بالمركز الثالث و فازت غانا بالمركز الثانى فى كأس العالم للشباب و أستغلت غانا الانجاز و بدءت عليه البناء فكونت قطاع قوى من اللاعبيين الموهوبين و صغار السن و الذى كان نتيجته الصعود لكأس العالم 2006 و الفوز بكأس العالم للشباب 2009 و الصعود لمونديال 2010 و كانت على بعد خطوة واحدة من الدور قبل النهائى بجانب التواجد الدائم لها فى الادوار النهائية فى كأس الامم لاافريقية 2010 و 2012 و 2013.
ما شهدته بالأمس هو نفسه ما حدث أمام تونس فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1978 عندما ذهبنا و لم نقوم بأحتكاك قوى يناسب تلك المباراة المصيرية عندما تدخل اتحاد الكرة فى عمل المدير الفنى اليوغوسلافى نينكوفيتش و أجباروه على أصطحاب زكى عثمان مدرب الزمالك و هديكوتى مدرب الاهلى للمجاملات و شتتوا ذهن اللاعبيين عندما انهار اللاعبون فى بداية المباراة دون أدنى إعداد نفسى و عقب الهدف الثالث لتونس أدعى إكرامى الإصابة و خرج لينزل بدلاً منه ثابت البطل و يستقبل الهدف الرابع تماماً كما حدث بالأمس فلم يكن هناك إعداداً جيداً و لاقراءة جيدة للمباراة المجاملات هى الثمة السائدة فى الاختيارات الفنية لاعبون منهارون نفسياً قبل أن يلعبوا و لم يعدوا نفسياً لهذا اللقاء أتحاد ليس له أى وجود و يتدخل فى عمل الأجهزة الفنية و بدلاً من البحث عن مواجهة نفسه بأن المنتخب قد صعد على جثث فرق متواضعة و البحث عن أحتكاك قوى لم يستطيع تلبية طلبات الجهاز الفنى الذى يتحمل هو الاخر المسئولية كاملة بضعف الفكر الفنى و التكتيكى له و الهدايا و المجاملات و فى سيناريو لمباراة تونس ينهار اللاعبون فى الثوانى الاولى لمباراة غانا و يستباح مرمنا و يقفز شريف الذى أدى دوره على اكمل وجه من المركب و يدعى الاصابة كما فعلها والده منذ 36 عام و بعد المباراة نخرج بالخبر المعهود سنقدم التماس بحجة المنشطات كما فلعناها فى تصفيات 2002 عندما اكدنا ان الفيفا ستعيد مباراة الجزائر فى الجولة الاخير بعد الاعتداء علينا و 2010 ان مباراة ام درمان ستعاد و اليوم منشطات و يبدو ان الموروث الفكرى على مدار اربعون عام لم يتغير.
اخيراً يجب تغير تلك المنظومة الفاسدة الفاشلة بالكامل و تذكروا قول الله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ.