رغم أن الأهلي يعيش فترة من النشوة والفرحة بعد أن تأهل الفريق إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا للعام الثاني على التوالي وفي ظل هذه الظروف الصعبة والمريرة التي تمر بها مصر إلا أن القلعة الحمراء في حالة صدمة شديدة بعد أن قرر نجمها الأول اعتزال كرة القدم نهائياً.
ولا نعلم حتى الآن ما إذا كان القرار نهائياً أم ربما يحدث أي تغير ولكن الأهم أن القرار اتُخذ وأن الأمر بات واضحاً للجميع أن محمد أبو تريكة أيامه معدودة في النادي الأهلي وفي كرة القدم المصرية بشكل عام.
وبالتأكيد قرار مثل هذا صعب على أي نادٍ في العالم خاصة أن يكون اللاعب بقيمة وعطاء أبو تريكة سواء في الملعب أو خارجه وبشكل عام كرمز من رموز الرياضة المصرية مثله مثل زين الدين زيدان في فرنسا وريال مدريد وباولو مالديني في آسي ميلان وفرانشيسكو توتي أمير روما.
لن نقارن بين أبو تريكة وهؤلاء ولكن نتحدث عن قيمة هذا النجم الذي مازال قادر على العطاء وهو الذي يستطيع أن يلعب ويتألق في أقوى البطولات والمحافل الدولية بل هو في الأساس من يحمل الأهلي على كتفيه ومن بعده منتخب مصر إلا أن قراره ينم عن شعور هذا النجم الكبير المتوهج بضرورة إنهاء مسيرته وهو أفضل حالاته الفنية والكروية.
والسؤال هنا ماذا سيفعل مسؤولي الأهلي الكرام بعد اعتزال أبو تريكة؟ كيف سيكون دور لجنة التعاقدات في العثور على بديل لهذا النجم الكبير؟ هل وضع الأهلي بالفعل خطة للبحث عن خليفة للماجيكو؟ أم هو متواجد بالفعل داخل القلعة الحمراء؟ أو ربما في مكانٍ آخر؟
الواقع يقول بالتأكيد أنه لا يوجد شبيه أبو تريكة ولا خليفته لأن هذا اللاعب لم ولن يتكرر، ومثله مثل أي نجم كبير معتزل لم يستطع ناديه أو منتخب بلاده تعويضه بلاعب مثله إلا أن دائماً ما يأتي الحل بشكل مفاجىء.
والمثير للدهشة أن بعض من الجماهير الأهلاوية "جداً" والعاشقة لهذا الكيان العظيم تحدثت عن اثنين لا ثالث لهما لخلافة أبو تريكة في الأهلي وهما محمود عبد الرازق شيكابالا ومحمد إبراهيم.
الاثنين بالطبع هما نجوم كبار ولاعبان رائعان ومن الطراز الفريد والرفيع ولا خلاف عليهما، ولكن هل بالفعل أي منهما لديه مواصفات وقدرات ومواقف أبو تريكة؟
شيكابالا لاعب لديه موهبة عظيمة ومهارات وفنيات رائعة ولكنه يحتاج لكثير من النضج الكروي ليصبح نجماً كبيراً بل هو يحتاج للتطور أكثر فأكثر وليس الثبات على مستواه الراهن الذي يقنعه البعض به بأنه الأفضل في العالم ويتسطيع أن ينظر لكريستيانو رونالدو كيف أتى من سبورتنج لشبونة كفتى مهاري مدلل و"أناني" وغير مفيد إلا أفضل لاعبي العالم على الأطلاق.
"شيكا" كما يلقبه الجماهير البيضاء لم يساهم في فوز الزمالك بأي بطولة ولا نقول ذلك للتقليل منه ولكنه لم يتألق في الكثير من المباريات الكبيرة لم يقم بدوره الأساسي كنجم للفريق في الظهور وقت الشدائد لفريقه والحال أسوأ للاعب في منتخب مصر حيث أنه لم ينضم إلا في مرات قليلة وجداً ولم يفعل شيئاً يذكر.
وكل هذا في جانب وقدوم لاعب مثل شيكابالا للنادي الأهلي في جانب آخر، فشيكابالا لا يستطع التأقلم مع القلعة الحمراء بطباعها واسلوبها والحال نفسه للاعب أيضاً فهو شيء باسلوبه وطريقته والأهلي شيء ثاني تماماً، أضف على هذا الاحتقان الجماهيري الكبير والضغط الإعلامي الشديد الذي سيصاحب اللاعب إلى هناك ورغم كل ذلك فأن هذا النجم الأسمر لا يقدر بعد على خلافة لاعب كبير مثل أبو تريكة بإنجازاته وبطولاته وأرقامه الصعبة.
ونأتي لمحمد إبراهيم.. ممتاز بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكن أكبر خطأ كروي جسيم هو وضع اللاعب في دائرة أكبر من حجمه، فلنترك اللاعب يتطور أكثر فأكثر ويستمر في مرحلة النضوج حتى لا يستقر على وضعه الحالي وبالتالي نكون خسرنا نجماً للمستقبل، إبراهيم زملكاوي لأقصى درجة ولن تغريه "الفلوس" للرحيل إلى القلعة الحمراء إلا أنه يرغب بشدة في الاحتراف ونطالب به جميعاً لهذا اللاعب الرائع و"مين عارف" ربما يكون الخير في الميركاتو الشتوي القادم وبعد قدوم "درويش".
فيا سادة يا كرام يا مسؤولي النادي الأهلي بشكل عام، الرجاء كل الرجاء عدم اللهث وراء خليفة أبو تريكة "المنتظر" في أي مكان وبأي مواصفات وكفى الحديث عن ضرورة التعاقد مع "نجم كبير ومثير" يخلف هذا المايسترو المعتزل.
فمن الأفضل تكريم هذا اللاعب ببقاء قميصه "22" خالداً وحان الوقت لإعطاء الفرصة لمواهب النادي الشابة التي لم تسنح لها الفرصة بعد ولم تأت لها فرص احتراف مثل "تريزجيه الذي نتمنى رحيله في أقرب وقت لأوروبا"، فاكاديمية الأهلي لديها الكثير من المواهب وبالتأكيد لن يكون فيهم خليفة أبو تريكة ولكن الحديث هنا حول النظر ولو قليلاً لبراعم القلعة الحمراء أو شراء لاعب صغير يمتلك الموهبة ويحتاج فقط لتمنيتها وتطويرها بالشكل المطلوب وليكتفي الأهلي لبعض الوقت من نجوم الزمالك والإسماعيلي الكبار ولعل الأهلي قادر أن يصنع محمد إبراهيم آخر أو شيكابالا جديد وقد يعثر بالفعل على خليفة أبو تريكة.